تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأمراض » القولون العصبي

القولون العصبي

القولون العصبي

القولون العصبي (بالإنجليزي irritable bowel syndrome – ibs) أو تشنج القولون هو أحد أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية الشائعة. تتضمن أهم أعراض القولون العصبي ألم البطن، انتفاخ البطن والغازات، وتغير طبيعة البراز إلى الإمساك المزمن أو الإسهال.

تحدث أعراض القولون العصبي أو الهضمي عند النساء أكثر من الرجال وتزداد حدتها في فترة الدورة الشهرية وما حولها وتلعب التغيرات الهرمونية دوراً في ذلك. لا تزال أسباب القولون العصبي غير معروفة بشكل أكيد,  ولكن توجد بعض العوامل المؤهبة لحدوثه مثل القلق, التوترات النفسية المتكررة وعوامل جينية وطبيعة الطعام.

أعراض القولون العصبي

تختلف شدة أعراض القولون العصبي بين المرضى من مريض لآخر وتكون الأعراض عادة أكثر حدة عند النساء منها عند الرجال.

  • ألم البطن : من أعراض القولون العصبي الرئيسية يمكن أن يكون ألم البطن بشكل تقلصات أو مغص, ألم حاد أو شعور مبهم في البطن. لا يوجد مكان محدد للألم ويمكن أن يحدث في أي منطقة في البطن. عادة يكثر تواتره في الجهة اليسرى وأسفل البطن. تزاد شدة الألم بعد الطعام مما قد يسبب خوف من الطعام لدى بعض المرضى.
  • غازات البطن والإنتفاخ: غازات البطن من أعراض القولون الشائعة وتسبب حس انتفاخ وتكرار خروج الغازات. تزداد الغازات بعد الطعام المشبع بالدهون أو البقوليات وتناول الحليب وبعض مشتقاته.
  • الإمساك : في الإمساك يقل عدد مرات التبرز إلى أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، كما يضطر المريض للشد حتى يستطيع الإخراج. ويصبح البراز صلباً وعلى شكل كرات متلاصقة. ويشعر المريض بحاجة متكررة للبراز ولكن لا يشعر بالراحة بعد عملية الإخراج.
  • الاسهال : وهو زيادة عدد مرات التبرز عن ثلاث مرات يومياً, أو يصبح البراز لين القوام دون زيادة عدد المرات
  • تحدث فترات من التناوب بين الإمساك والاسهال
  • الغثيان والإقياء
  • خروج مادة دهنية أو مخاطية مع البراز
  • يمكن أن تسبب متلازمة القولون العصبي أعراض خارج الجهاز الهضمي مثل ألم الصدر أو ضيق النفس (صعوبة التنفس) بسبب ضغط الغازات على الصدر. الصداع, الدوخة والتعب العام.

أعراض القولون العصبي تحدث عن النساء أكثر من الرجال وتكون أكثر حدة عادة وقدتتهيج أو تزداد شدتها أثناء الدورة الشهرية.

أسباب القولون العصبي

لا تزال أسباب القولون العصبي غير واضحة ومحددة. ولكن تشير الدراسات إلى بعض العوامل التي تؤدي لحدوثه

  • اضطراب مايسمى المحور العصبي القولوني بحيث يحدث عدم توافق بين الإشارات المتبادلة بين القولون والجهاز العصبي للشخص المصاب
  • عوامل جينية وراثية بسبب ملاحظة حدوث المرض لدى أكثر من شخص ضمن العائلة الواحدة
  • القلق والتوتر والشدات النفسية المتكررة والمتواصلة. وذلك بسبب إزدياد شدة الأعراض أو حتى ظهورها في أوقات التوتر النفسي. وعلى العكس زوال الأعراض أو خفتها في أوقات الراحة النفسية
  • التهابات الأمعاء والقولون المتكررة والتسمم الغذائي وفرط النمو الجرثومي
  • طبيعة الطعام تلعب دوراً مهماً في حدوث الأعراض أو تفاقمها وخاصة الأطعمة الخالية أو قليلة الألياف أو التي تحتوي على الدهون بكميات كبيرة. يزيد الحليب ومشتقاته من أعراض المرض وخاصة الغازات والإسهال خاصة لدى المرضى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز

تشخيص متلازمة القولون العصبي

كيف تعرف إذا كان لديك قولون عصبي؟ : يعتمد تشخيص متلازمة القولون العصبي على الأعراض التي يشكو منها المريض. من حيث طبيعة هذه الأعراض ومدتها وتكرارها بالإضافة لوجود تاريخ عائلي. كما يقوم الطبيب بالفحص السريري لاستبعاد وجود حالات أخرى. من المهم التركيز على مدة الأعراض وتكرارها ومحاولة معرفة وجود عوامل مهيجة.

لا تحتاج معظم حالات القولون الهضمي المتهيج لإجراء فحوصات أو إجراءات تشخيصية معينة لتأكيد التشخيص. وإنما يعتمد على التشخيص السريري.

في بعض الحالات الخاصة التي تثير الشك بوجود مرض عضوي يقوم الطبيب بطلب بعض التحاليل والأشعة فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) ومنظار القولون لتأكيد التشخيص أو إستبعاد أمراض أخرى.

عوامل الخطورة في القولون العصبي

إذا ترافقت أعراض القولون العصبي مع بعض الحالات المرضية أو بعض المؤشرات يجب عدم إهمال إجراء الفحوصات المتممة لتأكيد التشخيص واستبعاد وجود أمراض تختلط مع القولون العصبي.

  • حدوث إنخفاض وزن المريض بشكل غبر مفسر
  • فقر دم (نقص الحديد) غير واضح السبب
  • العمر أكبر من 50 سنة
  • وجود تاريخ مرضي لسرطان القولون في نفس العائلة
  • ظهور الدم في البراز

علاج القولون العصبي

يقوم علاج القولون العصبي على علاج الأعراض التي يشتكي منها المريض. توجد قواعد مشتركة للعلاج ولكن يجب تكيفها مع حالة كل مريض على حدة. يمكن تقسيم علاج القولون إلى علاج دوائي وعلاج عن طريق الحمية وتغيير نمط الحياة.

أدوية القولون العصبي

تستعمل الأدوية حسب كل حالة لعلاج الأعراض التي يعاني منها المريض. ومع أن القولون العصبي مرض مزمن إلا أنه يمكن السيطرة عليه بشكل جيد بالعلاج الدوائي.

علاج ألم البطن

تستعمل الأدوية المضادة للمغص وتشنج الأمعاء في علاج ألم البطن المترافق مع تهيج القولون. توجد العديد من الأدوية التي تستعمل لذلك بعضها يحتاج لوصفة من الطبيب وبعض هذه الأدوية يمكن شراؤها من الصيدلية مباشرة بدون وصفة طبية.

ميبفرين هايدروكلورايد

ميبفرين هايدروكلورايد دواء مضاد لتقلص العضلات الغير إرادية في الأمعاء والقولون يستعمل في علاج القولون العصبي لعلاج الألم وتخفيف الشعور بالغازات. يوجد بشكل حبوب بتركيز 135 ملغ, وكبسولات مديدة المفعول بتركيز 200 ملغ. يستعمل قبل الأكل بمدة 20-30 دقيقة. ثلاث مرات يومياً لحبوب 135 ملغ ومرتين لكبسولات 200 ملغ.

تعتمد مدة العلاج بدواء ميبفرين حسب تكرر الأعراض وشدتها, وقد يقوم الطبيب بوصف هذه الأدوية لعدة أيام أو أسابيع حسب حالة كل مريض. من أدوية القولون الهضمي التي تحتوي ميبفرين:

هيوسين بوتيل بروميد

دواء هيوسين مضاد تشنج للعضلات الملساء في الجهاز الهضمي. يعالج ألم البطن في تشنج القولون والنزلات المعوية. يوجد بشكل حبوب للكبار, شراب للأطفال وحقن للاستعمال العضلي أو الوريدي في الحالات الشديدة. باإضافة لعلاج اعراض الجهاز الهضمي يستعمل هيوسين برومايد لعلاج ألم الدورة الشهرية وحصوات الكلى والمرارة.

من الأدوية التي تحتوي هيوسين برومايد : دواء بسكوبان, رياسبازم, نوسبازم, هيوبان.

  • علاج الإمساك: يعتمد بالدرجة الأولى على تغيير نوعية الغذاء وزيادة كمية الألياف في الوجبات. يمكن اللجوء لاستعمال الملينات لفترات بسيطة مثل شراب دوفالاك, أكياس موفيكول, أو الملينات التي تحتوي على الألياف مثل النخالة
  • علاج الإسهال: تخفيف الألياف في الوجبات, شرب كمية كافية من السوائل لتعويض الإسهال. في بعض الأحيان تعطى الأدوية التي توقف الإسهال مثل إيموديوم أو لوبيراميد
  • علاج الغازات وانتفاخ البطن: يساعد تناول الكمون وزيت النعناع على التقليل من الغازات بالإضافة لاستعمال الأدوية التي تقلل من الغازات مثل دواء ديسفلاتيل

علاج القولون العصبي بدون أدوية

يقصد به تغيير المريض لنمط حياته من حيث نوعية الطعام والشراب بالإضافة للنشاط البدني والرياضي

  • زيادة كمية الألياف في الطعام وخاصة في حالات الإمساك
  • الذهاب للحمام بأوقات منتظمة وعدم تجاهل الرغبة في البراز
  • تجنب الأطعمة صعبة الهضم أو التي تسبب الغازات بطبيعتها مثل البقوليات عموما كالفاصولياء والفول والحمص وأيضاً البصل, الثوم, الملفوف
  • تقليل الدهون في الطعام
  • شرب الماء بكمية كافية
  • التقليل من شرب المنبهات التي تحتوي على الكافئين مثل الشاى والقهوة وغيرها
  • تجنب الحليب ومشتقاته وخصوصاً المرضى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز
  • ممارسة النشاط الرياضي عموماً وفي الهواء الطلق خاصة
  • التدرب على الاسترخاء وتجنب القلق, التوتر والانفعال

الوقاية

القولون العصبي مرض غير معروف السبب بشكل مؤكد حتى اليوم ولذلك لا يوجد ما يمكن عمله لعدم حدوث المرض. ولكن يقصد بالوقاية تقليل عدد مرات تهيج الأعراض وتخفيف شدة هذه التهيجات باتباع المريض لنمط حياة صحي.

الأسئلة الشائعة عن القولون العصبي

1: هل القولون العصبي مرض خطير وهل يمكن أن يتحول إلى سرطان؟

الجواب باختصار لا: القولون العصبي مرض سليم نسبياً ولا يسبب حدوث مضاعفات كبيرة. كما أن تحول المرض إلى سرطان القولون غير وارد.

2: ماهي مدة استعمال علاج القولون العصبي؟

يتميز المرض بحدوث نوبات متكررة من خفة الأعراض وزيادتها مع الوقت وهذا يختلف من مريض لآخر ولذلك لا يوجد فترة محددة لكل المرضى ويمكن للطبيب والمريض تحديد مدة العلاج حسب كل حالة.

3: ما هو الأكل الذي يجب تجنبه في القولون العصبي؟

يلعب الأكل ونوعيته دوراً مهماً في حدوث وزيادة اعراض القولون الهضمي وعلاجه. يجب تجنب الحليب ومشتقاته لدى المرضى الذين يعانون من حساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز. أيضاً يسبب الأكل المشيع بالدهون والبهارات زيادة الأعراض. كما يجب تقليل البقوليات صعبة الهضم والمنبهات التي تحتوي على الكافيئين

4: متى يجب مراجعة الطبيب؟

مع مرور الوقت يصبح المريض قادراً على السيطرة على الأعراض العادية للمرض بنفسه. ويكتفي بمراجعة الطبيب في الحالات الشديدة أو عند ظهور أعراض جديدة.

5: هل يحتاج تشخيص القولون الهضمي لإجراءات خاصة؟

بالإعتماد على التاريخ المرضي والفحص السريري يمكن للطبيب تأكيد التشخيص في أغلب الحالات ولا يستدعي إجراء المزيد من الفحوصات لذلك إلا في الحالات عالية الخطورة المذكورة سابقاً أو عند تغير طبيعة الأعراض.