نقص الحديد هو الحالة التي ينخفض فيها عنصر الحديد في الدم أو نقص مخزون الحديد في الجسم عامة. وهو غالباً عرض لمرض أو حالة أخرى, تتجلى أهمية نقص الحديد بحدوث فقر الدم Anemia بسبب عدم القدرة على تصنيع جزيء الهيموجلوبين المكون الأساسي للكريات الحمراء.
يعتبر نقص الحديد أكثر أسباب فقر الدم شيوعاً وخاصة لدى النساء في سن الحمل والولادة وكذلك عند الأطفال بسبب أخطاء التغذية أو سوء التغذية. نقص الحديد يسبب بالإضافة لفقر الدم أعراض أخرى مثل تساقط الشعر وغيرها.
أسباب نقص الحديد
- النزف هو أكثر أسباب نقص الحديد، والنزف يمكن أن يكون نزف حاد وغزير مثل الحوادث أو نزف العمليات الجراحية وغيرها بمعنى نزف كبير خلال فترة قصيرة. كما يمكن أن يكون النزف قليل الكمية حتى لو نقاط قليلة ولكن يستمر لفترة طويلة مثل نزيف اللثة، الرعاف المتكرر، البواسير الشرجية، القرحة الهضمية سواء في المريء أو المعدة أو الاثني عشر وسرطان القولون
- الدورة الشهرية الغزيرة وتعتبر من أكثر اسباب نقص الحديد عند النساء في سن الحمل والولادة
- سوء التغذية :أي عدم تناول الطعام الغني بالحديد مثل اللحوم والخضروات الخضراء. ويحدث عند الأطفال بسبب الاعتماد على الحليب كغذاء رئيسي وعند الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائيا خاطئاً كما يمكن أن يحدث في حالات الفقر و المجاعة
- سوء الإمتصاص : تسبب بعض الأمراض سوء إمتصاص المواد الغذائية ومن ضمنها الحديد من الأمعاء مثل مرض السيلياك celiac disease (الداء الزلاقي) أو كما يسمى عدم تحمل جلوتين القمح، وكذلك في حال العمليات على الأمعاء الدقيقة
- الحمل والرضاعة حيث تزداد الحاجة للحديد فيجب على الحامل مراعاة ذلك في نظامها الغذائي
- وجود بعض الطفيليات في الأمعاء كالديدان أو الأميبا
- التبرع بالدم بشكل متكرر
أعراض نقص الحديد
تقسم الأعراض إلى أعراض فقر الدم العامة وهي الغالبة والمسيطرة وأعراض النقص بشكل خاص.
أعراض فقر الدم : يسبب ضعف الدم الوهن العام، سرعة التعب وعدم تحمل المجهود، ضيق النفس، تسرع ضربات القلب، برودة في الأطراف، الصداع والدوخة وخفة الرأس وخاصة عند الوقوف المفاجئ، شحوب الوجه والجلد، تساقط الشعر، عند الأطفال في سن المدرسة يمكن أن يحدث تراجع في مستوى الدراسة، تأخر النمو في الحالات المزمنة.
أعراض نقص الحديد الخاصة فتشمل لمعان في الأظافر وتصبح مسطحة الشكل أو مقعرة تشبه الملعقة، حس حرقة في اللسان ويصبح أملس الشكل، صعوبة البلع في الحالات الشديدة، رغبة ملحة في تناول الثلج أو الطين وتسمى البيكا Pica.
علاج نقص الحديد
يقسم علاج نقص الحديد لقسمين: الأول هو تعويض نقص الحديد والثاني علاج السبب وراء هذا النقص ويجب أن يتم ذلك بالتزامن فيما بينهما.
علاج نقص الحديد
يتم عن طريق تناول أدوية الحديد وهي بشكل حبوب للكبار وشراب للأطفال لمدة تستمر لعدة أشهر. يهدف العلاج ليس فقط لتعويض النقص وإصلاح فقر الدم ولكن لتعبئة مخازن الحديد في الجسم, يوجد عدة مركبات للحديد تختلف فيما بينها بسرعة الإمتصاص والأعراض الجانبية.
قد تسبب أدوية الحديد بعض الأعراض الجانبية مثل الإمساك وهو أكثرها ويمكن التغلب عليه بتغيير طبيعة الحياة كالرياضة وشرب الماء أو باستعمال الملينات، وعلى العكس أحياناً الإسهال وألام في البطن، تغير في لون البراز إلى اللون الأسود, قد تمنع هذه الأعراض المريض من الإستمرار في العلاج للفترة الكافية ولكن يجب دوماً تشجيع المريض على الإستمرار في المعالجة وعدم قطعها.
توجد مستحضرات للحديد على شكل حقن عضلية أو وريدية. تستعمل هذه المستضرات العضلية أو الوريدية في حال عدم إلتزام المريض بالعلاج الفموي (حبوب أو شراب) بسبب التأثيرات الجانبية. كما تستعمل في الحالات التي تتطلب رفع نسبة الدم في فترة بسيطة مثل قبل العمليات الجراحية أو قبل الولادة
يجب الإنتباه لجرعة الحديد وخاصة عند الأطفال لأن زيادة الجرعة قد تؤدي إلى حالة تسمم من الدواء. كما يجب الإنتباه إلى أن الحديد يتداخل مع كثير من الأدوية الأخرى. فمثلاً يجب عدم تناول الحديد مع مركبات الكالسيوم ومضادات الحموضة لأنها تتحد مع الحديد وتمنع إمتصاصه من الأمعاء.
علاج سبب نقص الحديد
لا يقل علاج السبب أهمية عن العلاج التعويضي بل يجب أن يتزامن الإثنان معا، فيجب معالجة إضطرابات الدورة الشهرية الغزيرة إذا وجدت عن طريق تحديد السبب وعلاجه، معالجة النزف الحاصل من الجهاز الهضمي سواء أكان من قرحة معدة أو البواسير أو غيرها.
الانتباه للحالات التي تسبب سوء الامتصاص مثل مرض السيلياك أو وجود الطفيليات والديدان في الأمعاء.
تعديل نوعية الطعام في حال كانت الحمية الخاطئة أو سوء التغذية هي السبب، يتوافر الحديد في اللحوم الحمراء وفي الخضروات الورقية مثل السبانخ والملوخية والشوندر وغيرها فيجب الإكثار من تناولها.
يساعد الوسط الحامضي في المعدة على إمتصاص الحديد ولذلك ينصح بتناول فيتامين سي (vitamin C) وعصير البرتقال بينما يقلل الوسط القلوي في المعدة من الإمتصاص ولهذا ينصح بالإبتعاد عن الحليب والأدوية المضادة للحموضة.
يقوم الشاي بدور سلبي في امتصاص الحديد من الجسم ولذلك يجب التقليل من تناول الشاي وخاصة بعد الوجبات
التشخيص
بالإضافة للأعراض السريرية لفقر الم يجب الانتباه والسؤال عن أية أعراض أخرى قد توجه لتشخيص السبب مثل طبيعة الطعام ووجود بواسير شرجية أو دورة شهرية غزيرة, يضاف لذلك بعض التحاليل التي تؤكد التشخيص وتشخيص السبب مثل
- تعداد الدم الكامل CBC وفيه نلاحظ انخفاض نسبة الهيموجلوبين وأيضاً صغر حجم كريات الدم الحمراء
- فحص مخزون الحديد في الجسم ويسمى فيريتين Ferritin وهو مؤشر لمدى النقص
- منظار المعدة أو منظار القولون في حال الشك بوجود نزف من الجهاز الهضمي
- فحص براز
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (إيكو) للبطن والحوض