تحدث حساسية الأنف (بالإنجليزي allergic rhinitis or hay fever) عندما يتعرض الغشاء المخاطي للأنف لأحد العوامل المحسسة. فيحدث رد فعل من الجسم وتبدأ أعراض الحساسية بالظهور مثل العطاس المتكرر, حكة وسيلان الأنف ويصبح الغشاء المخاطي محتقناً وقد يصاحبها احمرار العين والحكة.
التهاب الأنف التحسسي يمكن أن يكون مؤقتاً نتيجة التعرض للسبب المحسس لفترة بسيطة. أو أن يكون موسمياً أو مزمناً يستمر لفترات طويلة. تشمل المهيجات حبوب اللقاح (حبوب الطلع), الملوثات الجوية, النباتات والأشجار, ريش الطيور وجلد الحيوانات, عث المنزل والفراش والعفن وغيرها
حساسية الأنف مرض شائع جداً ففي إحصائية حسب موقع كليفلاند كلينيك وجد أن 15-20 بالمائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون منها. وهناك ملايين من الكبار والأطفال يصابون بها سنوياً.
أعراض حساسية الأنف
تحدث الأعراض بعد تعرض الأنف لأحد العوامل المهيجة عن طريق الإستنشاق أو الملامسة. فيقوم الجهاز المناعي بردة فعل لحماية الجسم من هذه الملوثات.
أعراض حساسية الانف تتضمن مايلي:
- العطاس المتكرر
- حكة الأنف وحس الحرقان
- سيلان الانف بمادة مائية أو مخاطية شفافة اللون
- إنسداد الأنف وصعوبة التنفس منه
- تظهر على الأنف والوجه علامات الإحتقان
- السعال
- حكة في البلعوم (الحلق)
- يمكن أن يحدث إحمرار العين, الدموع والحكة
- صداع
أسباب حساسية الأنف
تختلف أسباب حساسية الأنف او المواد التي تسبب الحساسية من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى.
أكثر أسباب حساسية الأنف شيوعاً تتضمن:
- الملوثات البيئية من الغبار والأدخنة
- حبوب لقاح الأشجار (حبوب الطلع), النباتات, الأعشاب والورود
- العث : في المنزل أو أماكن التخزين بسبب جسمها أو فضلاتها
- العفن في الأماكن الرطبة والمغلقة
- ريش الطيور
- جلد وفرو الحيوانات كالكلاب والقطط
- بيئة العمل : بما تحتويه من الأصبغة والمواد الكيميائية والمصنعة
- الطعام : يمكن أن تحدث الحساسية بسبب بعض الأطعمة
- البخور والعطور
الفرق بين حساسية الأنف والإنفلونزا
تتشابه الأعراض كثيراً بين الحساسية ونزلة البرد البسيطة والإنفلونزا. ويتم التفريق بينها عن طريق الأعراض.
- تحدث الإنفلونزا ونزلات البرد نتيجة التعرض للفيروسات مما يؤدي غالباً لارتفاع درجة الحرارة فيها بينما لا يحدث ارتفاع حرارة في الحساسية
- يسبق الحساسية تعرض المريض لأحد العوامل المهيجة. بينما قد يسبق حدوث الإنفلونزا إختلاط أو عدوى من أشخاص آخرين ضمن المحيط
- يكون سيلان الأنف في الحساسية أبيض شفاف بينما في الإنفلونزا يمكن أن يكون ملون وكثيف
- يرافق الإنفلونزا صداع وتعب عام وألم عام في العضلات بينما لا نجد ذلك في الحساسية
أنواع الحساسية
تختلف مدة وشدة الحساسية لدى المرضى ويمكن تقسيمها حسب المدة والتكرار إلى موسمية أو سنوية
- الحساسية المؤقتة التي تحدث بشكل عابر نتيجة دخول أحد المواد جوف الانف وتستمر عدة أيام
- حساسية الأنف الموسمية : تحدث في مواسم محددة من السنة يعرفها المريض ويتوقع حدوثها مع تغيير الفصول. عادة تحدث في الربيع, الصيف أو الخريف.
- حساسية الأنف السنوية أو الدائمة: يعاني المريض من الأعراض معظم أيام السنة قد يتخللها فترات بسيطة من الراحة. يرتبط هذا النوع من الحساسية مع مهيجات متواجدة على الأغلب في المنزل أو مكان العمل بسبب التواجد الدائم لها
التشخيص
يتم تشخيص التهاب الأنف التحسسي من خلال الأعراض السريرية والفحص الطبي. ويتم تمييزها عن الحالات المشابهة مثل الإنفلونزا, نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية من طبيعة الأعراض المرافقة.
لاستكمال التشخيص لا بد من معرفة العوامل التي تسبب المرض لدى كل شخص بهدف الوقاية والتخلص من الأعراض نهائياً.
لمعرفة سبب حساسة الانف يطلب الطبيب بعض التحاليل مثل: فحص صورة الدم, تحليل البروتينات المناعية النوعي في الدم, اختبارات الجلد عن طريق تعريض الجلد لأهم المواد المحسسة ومعرفة تفاعله معها. وأحيانا فحص مفرزات الأنف.
علاج حساسية الأنف
للوقاية دور كبير في علاج حساسية الأنف وذلك من خلال معرفةالأسباب والمهيجات الخاصة بكل مريض ومحاولة التخلص منها. استمرار التعرض للمادة المسببة للحساسية يجعل التخلص من الحساسية صعب أو غير ممكن.
علاج حساسية الأنف بالأدوية
بعد حدوث الاعراض تفيد الأدوية في التقليل من حدتها ومدتها.
- مضادات الهيستامبن (مضادات الحساسية) : مادة الهيستامين هي المسؤول المباشر عن حدوث الأعراض وتقوم مضادات الهيستامين بمنع عمله على مستوى الخلايا. تمنع هذه الأدوية العطاس, الحكة وتخفف الإحمرار. توجد على شكل حبوب, شراب وحقن من أمثلتها دواء زيرتك, كلاريتين, إيريس ودواء تيلفاست
- مضادات الإحتقان: تعالج هذه الأدوية احتقان الغشاء المخاطي وهي توجد في أدوية مترافقة مع مضادات الهيستامين. تقلل من إحتقان الغشاء المخاطي للأنف والعين والبلعوم. من الأمثلة عليها دواء فلودريكس, كلارينيز ودواء سيرس
- بخاخات الكورتيزون: يستعمل الكورتيزون موضعياً على شكل بخاخات. تقلل من الحساسية واحتقان الغشاء المخاطي. من أمثلتها بخاخ نازونكس, أفاميس, راينوكورت وغيرها
- بخاخات مضادات الإحتقان: تحتوي على مواد مضادة للإحتقان. تعالج انسداد الأنف وتسهل التنفس. يجب استعمالها لفترات بسيطة (أيام فقط) لأنها قد تسبب تعود الغشاء المخاطي. مثل بخاخ أوتريفين
- غسيل وتنظيف الأنف ببخاخات المحلول الملحي تساعد على التخلص من المخاد والمواد المحسسة العالقة
- الكورتيزون بالطريق العام عن طريق الفم سواء حبوب أو شراب, أو عن طريق الحقن
العلاج الوقائي
للوقاية دور كبير في التخلص من الحساسية عموماً حيث أن معظم الأدوية تعالج الأعراض فقط ولكن لا تمنع من حدوثها مرة أخرى. لذلك يجب الإهتمام بالوقاية بالترافق مع استعمال الأدوية وبعدها.
أهم النصائح للتخلص من حساسية الأنف تتضمن:
- الإبتعاد عن الالأشجار والنباتات في أوقات الحساسية
- استخدام الأغطية والشراشف قليلة الحساسية
- تنظيف المنزل وأماكن العمل باستمرار
- تهوية الأماكن المغلقة
- إغلام النوافذ والأبواب في أوقات الحساسية
- الإبتعاد عن الطيور والحيوانات
- استخدام النظارات عند الخروج من المنزل
- استخدام كمامات الأنف في الخارج
- تنظيف وحدات التكييف والتدفئة
- محاولة معرفة السبب الأكيد من خلال عمل سجل يبين حدوث أعراض الحساسية وترافقها مع التعرض لعامل معين
ما هي مضاعفات حساسية الأنف؟
الحساسية المزمنة لفترات طويلة أو المتكررة قد تسبب بعض المضاعفات مع الوقت.
- تفاقم في حالات الربو لدى المرضى المصابين
- تضخم في الغشاء المخاطي للأنف مما يسبب صعوبة في التنفس
- التهاب الأذن الوسطى
- التهاب الجيوب الأنفية
- اضطراب النوم
- التهاب الطرق التنفسية