يسبب الصداع النصفي أو الشقيقة ألماً حاداً في الرأس في جهة واحدة غالباً وأحياناً في الجهتين, وهو أحد أسباب الصداع الأولية أي لا يحدث نتيجة لمرض أخر. يترافق الصداع النصفي مع أعراض أخرى كالحساسية للأصوات المرتفعة والضوء وتغيرات في الرؤية والغثيان أو الإقياء.
تساعد المسكنات البسيطة في علاج الصداع النصفي في الحالات الخفيفة والمتوسطة بينما تحتاج النوبات القوية إلى علاج نوعي أكثر بالإضافة لإجراءات الوقاية. يوجد نوعان للصداع النصفي: الأول يكون مسبوقاً بمقدمات تنذر بقدوم نوبة الألم والثاني يأتي فجأة بدون هذه المقدمات
أسباب الصداع النصفي (الشقيقة)
لايوجد حتى اليوم سبب معروف ومؤكد للصداع النصفي, ولكن يعتقد بوجود خلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ (نقص مادة السيروتونين), كما يعتقد بوجود عوامل جينية (وراثية) بسبب إصابة أكثر من شخص في نفس العائلة. وعلى الرغم من عدم وجود سبب مؤكد إلا أنه توجد عوامل محرضة أو مؤهبة تسبب في حال وجودها بدء نوبة الصداع وتشمل هذه العوامل المؤهبة:
- الجوع ونوعية الطعام : يسبب الجوع أو نسيان إحدى الوجبات إلى تحريض نوبة الصداع, كما أن لبعض الأطعمة دور في ذلك مثل الأجبان القديمة المتخمرة
- التوتر النفسي
- التغيرات الحسية القوية مثل النور المبهر , الأصوات العالة والروائح القوية أحياناً, واتغيرات الحادة في درجة الحرارة كالتعرض للشمس فترة طويلة أو الهواء البارد
- التغيرات الهرمونية : في الدورة الشهرية أو ماحولها وبعد سن اليأس والحمل
- إضطرابات النوم : قلة النوم وعدم انتظام ساعاته
- بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والأدوية الموسعة للأوعية الدموية (نترات الجليسيرين) والتي تستعمل عادة في علاج أمراض القلب والشرايين
أعراض الصداع النصفي ومراحله
تتميز أعراض الصداع النصفي بحدوثها بنمط معين يميزها عن انواع الصداع الأخرى, حيث تمر بأربعة مراحل تختلف في تواترها وشدتها من مريض لأخر
- مرحلة ماقبل الصداع: تحدث خلال يوم أو يومين وتنذر بحدوث النوبة مثل تغيرات المزاج, تغير الشهية للطعام, تشنج في عضلات الرقبة.
- مرحلة الأورة (الهالة) aura : تحدث قبل أو أثناء نوبة الصداع ويمكن أن تكون على شكل تغيرات في النظر كرؤية هالات ضوئية, وميض في العين أو رؤية أجسام طائرة أمام العين, وقد تكون على شكل تغيرات حسية مثل تنميل في الوجه.
- مرحلة الصداع (نوبة الشقيقة) وتعزى لحدوث توسع في الأوعية الدموية داخل الرأس وتتميز بحدوث ألم مفاجئ نابض في جهة واحدة من الرأس والعين اليمنى أو اليسرى وأحياناً في كل الرأس, تدوم فترة الألم من نصف ساعة إلى عدة ساعات وحتى ثلاثة أيام, يترافق الصداع مع حس غثيان أو إقياء قد يكون شديداً يزيد من حدة الألم, ويصبح المريض حساساً لأي صوت مرتفع أو إضاءة قوية.
- مرحلة مابعد الصداع: بعد انتهاء نوبة الألم يمكن حدوث دوخة واضطراب المزاج والتعب وحساسية للصوت والضوء الشديد.
تشخيص الصداع النصفي
تتشابه الأعراض مع عدد من الحالات الأخرى مثل الصداع التوتري, التهاب الجيوب الأنفية, الصداع العنقودي وغيرها ولكن التدقيق في الأعراض وتكرارها يضع التشخيص بنسبة كبيرة ولكن قد يلجأ الطبيب لطلب بعض الإجراءات لتأكيد التشخيص مثل الصور الشعاعية البسيطة للرأس والجيوب الأنفية والتصوير المقطعي المحوسب (الطبقي المحوري ct scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
علاج الصداع النصفي
يختلف علاج الصداع النصفي بحسب شدة النوبات وتكرارها وجميعها تعتمد على استعمال المسكنات بمختلف أنواعها
المسكنات البسيطة
في الحالات الخفيفة والمتوسطة يمكن علاج الصداع النصفي بالمسكنات البسيطة مثل باراسيتامول (بنادول), بروفين, فولتارين, كتافلام وغيرها, يمكن استعمال هذه الأدوية من قبل المريض بنفسه عند بداية الألم, يوجد مشاركات بين بع هذه الأدوية ومادة الكافئين (بنادول إكسترا) تزيد من فعاليتها المسكنة للألم, توجد بشكل حبوب أو تحاميل أو حقن عضلية أو وريدية للحالات الشديدة أو في حال وجود غثيان وإقياء شديدين
مركبات التريبتان triptans
هي أدوية خاصة لعلاج الصداع النصفي فقط عن طريق عمل إنقباض في الأوعية الدموية, تكون أفضل إستفادة منها إذا تم استعمالها في بداية الألم, من أمثلتها دواء زوميك zomig
مركبات الايرغوت ergots
تفيد في بداية الألم ولكنها قد تسبب الغثيان والدوخة والنعاس, توجد متشاركة مع الكافئين مثل دواء كافرغوت cafergot-c, ديهيدروايرغوتامين
مشتقات المخدرات
تعطى في الحالات الشديدة ولمدة محدودة تجنباً لخطر الإعتياد والإدمان
علاج الغثيان والإقياء
الغثيان أو الإقياء من أعراض الصداع النصفي الشائعة. في معظم الحالات وقد يكون شديداً أحيانا يمنع تناول الدواء ويزيد من حدة الصداع, لعلاج الغثيان والإقياء يعطى دواء ميتكلوبرومايد (بريمبيران), أو دواء جاناتون.
الوقاية من الصداع النصفي
تستخدم المعالجة الوقائية في الحالات التالية: كرار النوبات أكثر من أربع مرات في الشهر. إذا كانت نوبات الصداع النصفي تدوم أكثر من 12 ساعة. أو أن تكون الفائدة محدودة من العلاج الدوائي. تفيد أدوية الوقاية في تقليل تكرار النوبات وشدتها ولكنها لا تمنع حدوثها وقد تحتاج إلى عدة أسابيع حتى يبدأ تأثيرها في الظهور.
من الأدوية المستعملة في الوقاية بعض الأدوية المستعملة في علاج أمراض الضغط والقلب مثل حاصرات مستقبلات بيتا (إنديرال, لوبريسور), حاصرات قنوات الكالسيوم (فيرباميل), يجب وصف هذه الأدوية من قبل الطبيب فقط, أيضاً تستعمل الأدوية المضادة للإكتئاب, العلاج بالإبر الصينية وحقن البوتكس أظهرت فائدة في الوقاية وعلاج الصداع النصفي
نصائح عامة لعلاج الشقيقة والوقاية
الصداع النصفي من الأمراض غير معروفة السبب ولا يوجد علاج شافي له حتى الآن ولذلك يجب أن يتكيف المريض المصاب مع حالته لذلك ينصح بمايلي:
- عند حدوث الألم يحاول الإسترخاء في مكان هادئ بدون أي إزعاج وتخفيف الإضاءة والركون إلى النوم
- تنظيم ساعات النوم والحصول على القدر الكافي منه
- تنظيم وجبات الأكل في أوقات محددة وتجنب فقدان أي من وجباته الرئيسية
- الإبتعاد عن بعض المأكولات التي قد تثير النوبات
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم ويفضل الإبتعاد عن الرياضات العنيفة