أسباب ألم الصدر متعددة وتشمل أعضاء مختلفة ولا تقتصر على القلب والشرايين بل يمكن أن يكون من أي من أعضاء القفص الصدري مثل الرئتين والجهاز الهضمي, الظهر, العضلات والأعصاب وغيرها.
لا تشكل أسباب ألم الصدر خطورة كبيرة في أغلب الحالات وتكون ناتجة عن جدار القفص الصدري. ولكن ذلك يجب ألا يكون سبباً في التهاون به لأنه قد يكون مؤشر لحالات خطيرة تهدد حياة المريض.
أسباب ألم الصدر
تشمل أسباب ألم الصدر أمراض بالجهاز الهضمي, الرئتين والحهاز التنفسي, العظام والعضلات المكونة للقفص الصدري, الظهر وأسباب أخرى أخرى.
أهم أسباب ألم الصدر وتفصيل عن كل سبب منها:
- نقص التروية القلبية (الذبحة الصدرية أو القلبية)
- احتشاء عضلة القلب (جلطة القلب)
- التهاب تامور القلب (الغشاء المغلف للقلب)
- الشد العضلي (تشنج العضلات)
- التهاب الرئة
- ارتجاع المريء والتهابه
- حصوات المرارة
- ارتخاء الصمام التاجي
- القولون العصبي وغازات البطن
- أمراض الغشاء المحيط بالرئتين (غشاء الجنب) سواء التهاب, انصباب هوائي أو سائل
- التهاب أو خراج الثدي وخاصة عند النساء المرضعات
- مرض الديسك في الظهر والرقبة (إنقراص الفقرات أو الإنزلاق الغضروفي)
- مرض الهيربس أو الحلأ النطاقي (الحزام الناري)
ألم الصدر بسبب نقص التروية القلبية
يحدث ألم الصدر في نقص التروية القلبية بسبب تضيق الشرايين التاجية المغذية للقلب. يحدث تضيق الشرايين نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول في مجرى الدم مما يؤدي إلى عرقلة مرور الدم المغذي لعضلة القلب. في الذبحة الصدرية لا يحدث انقطاع تام للدم وإنما نقص نسبي وخاصة في الحالات التي تتطلب مجهود زائد من القلب مثل الجهد والإنفعالات.
أعراض الذبحة القلبية:
- ألم الصدر يحدث في أي مكان من الصدر ولكن غالبا في منتصف القفص الصدري. يأتي غالباً أثناء القيام بالمجهود بشكل ضغط أو عصر في الصدر. يخف الألم باراحة والهدوء
- لا يزداد الألم بالنفس العميق أو حركات الصدر
- ينتقل الألم إلى نصف الصدر أو الكتف اليسرى
- خدر وتنميل في الذراع اليسرى
- تعرق غزير بارد
- غثيان أو إقياء
- إعياء وتعب عام
- يمكن أن يحدث ضيق تنفس
- اضطراب ضربات القلب: تسرع ضربات القلب , بطء أو عدم انتظام النبض
إذا شعرت بألم في القفص الصدري مترافق مع غثيان, إقياء أو تعرق غزير بارد يجب أن تطلب المساعدة الطبية فوراً
احتشاء العضلة القلبية (جلطة القلب)
من أكثر أسباب ألم الصدر خطورة. يحدث بسبب إنقطاع التروية عن جزء من العضلة القلبية بشكل كامل عندما تغلق الجلطة مجرى الشريان. يؤدي الغلق التام للشريان إلى تموت الجزء من عضلة القلب التي يغذيها الشريان المصاب بعد فترة بسيطة.
تتشابه الأسباب مع أسباب الذبحة الصدرية من حيث عوامل الخطورة والأسباب المؤهبة. أيضاً تشبه أعراض إحتشاء القلب أعراض نقص التروية السابق. وتختلف معها ببعض الخصائص مثل:
- ألم الصدر يكون أكثر شدة في احتشاء العضلة القلبة
- يحدث بشكل مفاجئ ويمكن بدون أي مجهود أحياناً
- لايزول الألم بالراحة أو باستعمال موسعات الشرايين.
في حال الشك بأن ألم الصدر ناجم عن إحتشاء القلب يجب طلب المساعدة الطبية فورا.
إلتهاب تامور القلب
التامور مصطلح يعني الغشاء المحيط بالقلب. يمكن أن يحدث فيه التهاب أو انصباب سائل يسبب ضغط على القلب. يختلف عن التهاب الشغاف الذي هو الغشاء المبطن للقلب من الداخل.
يتميز ألم القفص الصدري في التهاب التامور بأنه حاد ومفاجئ. في منتصف الصدر ويميل لليسار، يخف بالإنحناء للأمام ويزداد بالإضطجاع للخلف.
يرافق الألم ارتفاع درجة الحرارة، سعال أحيانا، إضطراب ضربات القلب وتعب عام وإعياء.
تشخيص إلتهاب تامور القلب يتم بعد الأعراض والفحص السريري بإجراء تخطيط القلب، أشعة الصدر، إيكو وأشعة الرنين المغناطيسي للقلب.
تشنج عضلات القفص الصدر (الشد العضلي)
يحدث ألم القفص الصدري الناجم عن الشد العضلي بسبب المجهود الزائد, التمارين العضلية القاسية, عدم الإحماء قبل التمرين أو في الأيام الأولى من بدأ برنامج رياضي بعد فترة توقف طويلة والجلوس بوضعيات خاطئة. يتميز ألم الصدر في هذه الحالة بأنه يزداد مع النفس العميق أو حركات الصدر والضغط على القفص الصدري يمكن أن يترافق مع ألم الظهر أو الكتفين.
علاج ألم الصدر الناجم عن تقلص العضلات يتم عن طريق:
- الراحة وعدم استعمال العضلات بشكل خاطئ
- استعمال مسكنات الألم مثل دواء بروفين, دواء فولتارين
- الأدوية الباسطة للعضلات (مرخي العضلات) مثل دواء مسكادول. أو دواء ريلاكسون
- الكمادات الباردة او الحارة.
- العلاج الطبيعي وتمارين الإسترخاء
التهاب الرئة
التهاب الرئة هو عدوى إحدى الرئتين أو كلاهما بأحد العوامل الممرضة من الفيروسات أو الجراثيم. تسبب العدوى حدثية التهابية في الحويصلات الرئوية. تصبح الحويصلات الملتهبة محتقنة وتمتلئ بالسوائل أو البلغم والصديد مما يعيق وظيفة الرئتين من حيث تبادل الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون بين الدم والهواء. أعراض التهاب الرئة تشمل:
- الكحة أو السعال الذي يبدأ جافاً ثم يتحول بعد أيام إلى سعال رطب بالبلغم أو الصديد
- ارتفاع درجة الحرارة
- القشعريرة والتعرق
- ضيق التفس
- ألم القفص الصدري يزداد بالنفس أو السعال
- الإنهاك والتعب العام
- في الحالات الشديدة يحدث نقص أوكسجين واضطراب الوعي
تشخيص التهاب الرئة بالأعراض والفحص السريري مع إجراء فحص الأشعة للصدر, التي تظهر تكثف النسيج الرئوي فوق مكان الإصابة. تعالج التهاب الرئة الجرثومي باستعمال المضادات الحيوية, مسكنات الألم وخافضات الحرارة مع المعالجة الداعمة بالسوائل والأوكسجين
ألم القفص الصدري بسبب التهاب وارتجاع المريء
يسبب التهاب المريء ألم في منتصف القفص الصدري ويمتد للظهر. يحدث التهاب المريء بسبب ارتجاع المريء والفتق الحجابي كما تؤثر بعض الأدوية إذا تم تناولها بشكل خاطئ التهاب المريء. يشخص ارتجاع المريء بواسطة منظار الجهاز الهضمي العلوي, او بالتصوير بالأشعة المتباينة.
ألم الصدر الناتج عن ارتجاع المريء يكون في وسط القفص الصدري ويشعر به ايضاً في الظهر. يترافق مع إحساس الحموضة والحرقة. يزداد ألم الصدر بالإضطجاع للخلف او الإنحناء إلى الامام. تسبب الحموضة المرتدة غلى المريء والبلعوم التهاب بلعوم متكرر ومزمن وسعال أوكحة تزداد ليلاً وتشبه حالة الربو القصبي.
يشخص ارتجاع المريء بواسطة منظار الجهاز الهضمي العلوي, او بالتصوير بالأشعة المتباينة. يعالج التهاب المريء باستخدام.
علاج ألم الصدر المرافق لارتجاع المريء يتضمن:
- استخدام مثبطات مضخة البروتون (مثبطات حموضة المعدة) التي تقلل إفراز الحمض من المعدة.
- الأدوية التي تزيد من قوة الصمام المعدي المريئي مثل دواء جاناتون, دواء بريمبيران.
- الأدوية المعدلة لحموضة المعدة مثل جافيسكون, موكسال
- تغيير نمط حياة المريض: تناول وجبات صغيرة, تخفبف الوزن, تقليل الدهون والمنبهات في الطعام, عدم النوم بعد الأكل مباشرة, رفع السرير من جهة الرأس.
ألم الصدر بسبب حصوات المرارة
تقع المرارة تحت الكبد في أعلى البطن من الجهة اليمنى. تقوم المرارة بدور خزان للمادة الصفراوية التي تفرز من الكبد. بعد الأكل تفرغ المادة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة لتساعد في هضم الطعام وخاصة الدهون. تتكون الحصوات في المرارة بسبب إختلال في تركيز مكونات الصفراء الثلاثة وهي الكوليسترول, الليسيتين, البيليروبين.
ألم الصدر الذي يصاحب حصوات المرارة يحدث بسبب إنتشار الألم من الربع العلوي الأيمن للبطن إلى منتصف الظهر والكتف والصدر من الجهة اليمنى. يحدث غالباً بعد وجبة دسمة ويترافق الألم مع غثيان وإقياء. إذا تحركت الحصوات إلى القناة الكبدية أو القناة الجامعة يحدث اليرقان (تلون الجلد والعينين باللون الأصفر) وقد يحدث التهاب المرارة.
تشخيص حصوات المرارة من القصة والفحص السريري ويؤكد التشخيص بإجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
علاج ألم الصدر المسبب بحصوات المرارة يعتمد على استعمال المسكنات من مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية مثل بروفين, فولتارين وغيرها. وينصح المريض بتجنب الأكل الذي يحتوي على دهون بكميات كبيرة. تحتاج الحصوات التي تسبب ألم متكرر إلى الإستئصال الجراحي.
ألم الصدر وارتخاء الصمام التاجي
الصمام التاجي هو الصمام الذي يفصل بين البطين الأيسر والأذينة اليسرى من القلب. يسمح الصمام التاجي بجريان الدم باتجاه واحد من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر فقط. ويمنع عودة الدم بالإتجاه المعاكس. يتألف الصمام من شرفتين تنغلقان على بعضهما أثناء إنقباض البطين الأيسر. يحدث الإرتخاء إذا لم تكن الشرفتين منغلقتين على بعضهما بشكل كامل مما يؤديأحياناً إلى تسرب الدم بإتجاه معاكس.
يشخص انسدال الصمام التاجي يتم باأعراض والفحص السريري ومن ثم إجراء إيكو القلب أو إيكو القلب عن طريق المريء أو القصبة الهوائية.
أعراض ارتخاء الصمام التاجي:
- ألم الصدر الذي يشعر به المريض على شكل وخزات في النصف الأيسر من القفص الصدري.
- الخفقان أو إضطراب ضربات القلب
- التعب العام
- الدوخة والصداع
القولون العصبي وألم الصدر
القولون العصبي من الأمراض الشائعة جداً يحدث بسبب إضطراب وظيفي في القولون يؤدي لحدوث تقلصات مؤلمة وانتفاخ وغازات في البطن. أسباب القولون العصبي غير معروفة بشكل أكيد وإنما يعتقد بوجود خلل في الإشارات المتبادلة بين القولون والجهاز العصبي.
تشمل أعراض متلازمة القولون العصبي ألم البطن, انتفاخ البطن والغازات وتغير طبيعة البراز. فقد يحدث إسهال أو إمساك أو تناوب بين الحالتين في فترات مختلفة.
ألم الصدر المرافق للقولون العصبي يشعر به المريض في الجهة اليسرى غالباً من القفص الصدري بسبب تراكم الغازات والضغط على الحجاب الحاجز. يخف هذا الألم بالتبرز أو بإخراج الغازات عن طريق الريح أو التجشؤ.
علاج ألم الصدر المصاحب لمتلازمة القولون المتهيج يعتمد على علاج القولون ويتم باستعمال الأدوية المرخية للعضلات الملساء في الجهاز الهضمي مثل دواء دوسباتالين, دواء سبازمومين والأوية التي تخفف الغازات.
ألم القفص الصدري والتهاب غشاء الجنب
غشاء الجنب هو الغشاء المحيط بالرئتين ويفصلهما عن جدار الصدر الداخلي. في الفراغ الموجود بين الرئتين وغشاء الجنب يوجد سائل يسهل حركة الرئتين.
أسباب التهاب غشاء الجنب هو إما عدوى بأحد الفيروسات أو الجراثيم أو بسبب أمراض أخرى مثل أمراض المناعة الذاتية كداء الروماتويد، الذئبة الحمامية. سرطان الرئتين.
ألم الصدر في التهاب غشاء الجنب يكون في جهة الإصابة من القفص الصدري. الألم بشكل واخز أو طعن يزداد بالنفس وينتشر للظهر أو الكتف، حتى أن المريض لا يستطيع أخذ نفس كامل ويصبح التنفس سطحي وسريع. باقي الأعراض تتضمن السعال أو الكحة، ارتفاع الحرارة والقشعريرة.
يعالج ألم الصدر بسبب التهاب غشاء الرئتين (عدا علاج السبب الأساسي) باستعمال مسكنات الألم ومضادات الإلتهاب مثل أيبوبروفين، ديكلوفيناك.
ألم الصدر من استرواح الصدر
الريح الصدرية هي الحالة التي يدخل فيها الهواء إلى الجوف الفاصل بين الرئتين وجدار الصدر. يسبب هذا الهواء ضغط على الرئتين تمنع تمددها أثناء الشهيق وقيامها بعملية التبادل الغازي. تنجم هذه الحالة بسبب إختراق القفص الصدري سواء بالطعنات أو ببعض الإجراءات الطبية، أمراض الرئة مثل الربو القصبي وانتفاخ الرئة، وأحيانا بدون سبب واضح وهذا يكون عند الأشخاص النحيلين جدآ.
يتميز ألم الصدر في استرواح الصدر بكونه حاد ومفاجئ يزداد بالنفس ويصبح المريض غير قادر على التفس الطبيعي. يصاحب الألم سعال جاف وضيق في التنفس وفي الحالات الشديدة ينقص الأوكسجين ويصاب المريض باضطراب أو فقدان الوعي.
علاج الريح الصدرية يتم عن طريق سحب الهواء في المستشفى.
التهاب أو خراج الثدي
التهاب الثدي عند النساء ينتج عن دخول الجراثيم غلى نسيج الثدي إما عن طريق جرح فيه أو عن طريق المجاورة. أيضاً يسبب انسداد قنوات الحليب عند المرأة المرضع مما يسبب انحباس الحليب والتهابه. يمكن أن يتطور الالتهاب إلى خراج موضعي.
أعراض التهاب الثدي تتضمن ألم الثدي, تورم واحمرار مع حرارة في الثدي المصاب. يمكن أن ترتفع درجة الحرارة ويسبب ضعف عام وتعب. ينتشر الألم إلى نصف الصدر والكتف في نفس الجهة.
علاج ألم الصدر والتهاب الثدي يتم باستعمال المضادات الحيوية, مسكنات الالم مثل باراسيتامول, فولتارين, بروفين مع استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة. وقد يحتاج الخراج للفتح الجراحي.
ألم الصدر من الإنزلاق الغضروفي في فقرات الظهر
مرض الديسك أو انقراص الغضروف بين فقرات الظهر يسبب ضغطاً على الأعصاب المغذية للقفص الصدري مما ينتج عنه ألم في الظهر ينتشر إلى القفص الصدري في جهة العصب المضغوط. يترافق الم الصدر بحس تخدير , تنميل أو حرقان على مسير نفس العصب.
يتم تشخيص انقراص الفقراتمن خلال الأشعة السينية أو التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسيز
علاج ألم الصدر والظهر المسبب بالديسك يتم بالعلاج الطبيعي (العلاج الفيزيائي) مع استعمال المسكنات وأخيراً التدخل الجراحي.